أهمية قصة اطفال قبل النوم
استمتع مع طفلك بقصة الأسد والخادم المسكين :
في أحد الأيام، في مملكة قديمة بعيدة، عاش هناك ملك قوي وشجاع كان يُلقب بـالأسد نظرًا لقوته وبطولته في الحروب. كان الأسد يحكم المملكة بحزم، ولكن خلف هذه القوة كان هناك قلب قاسٍ لا يرحم. الجميع يخشونه ولا يجرؤ أحد على معارضته. كان لديه عدد كبير من الخدم الذين يعملون ليل نهار لتلبية رغباته.في أحد أركان القصر، عاش خادم بسيط يُدعى أمين. كان أمين خادمًا فقيرًا، لكنه كان يتمتع بصفات نادرة: كان طيب القلب، مخلصًا في عمله، ويعامل الجميع بلطف، حتى الحيوانات في القصر كانت تحبه. ومع ذلك، لم يلفت أمين انتباه الأسد، فهو مجرد خادم صغير في قصر يعج بالجنود والوزراء.في يوم من الأيام، ارتكب أمين خطأً بسيطًا أثناء تقديم الطعام للملك. فقد كان متعبًا وسقط منه بعض الطعام على الأرض بينما كان يقدمه للأسد. انفجر الأسد غضبًا وقال بصوتٍ مخيف: "كيف تجرؤ على إهانة طعامي؟ ستدفع الثمن غاليًا على هذا التصرف!". حاول أمين أن يعتذر، ولكن غضب الأسد كان شديدًا ولم يستمع له.أمر الأسد بإلقاء أمين في السجن دون محاكمة، وأصدر حكمًا قاسيًا: "غدًا، سأطلق عليك أحد الأسود الجائعة في الساحة. ستتعلم ماذا يعني أن تكون في مواجهة القوة الحقيقية!". خيم الحزن والخوف على قلب أمين، ولكنه رغم كل شيء ظل مؤمنًا بأن اللطف الذي زرعه في قلوب من حوله قد يجد طريقًا لإنقاذه.في الليلة التي سبقت تنفيذ الحكم، جلس أمين في زنزانته المظلمة، يسمع صوت الرياح القوية خارج الأسوار. بينما كان يتأمل في مصيره المظلم، حدث شيء غريب. سمع صوت خطوات تقترب منه، ثم فتح باب الزنزانة. فوجئ أمين برؤية إحدى الخادمات، تُدعى ليلى، تحمل له قطعة خبز وماء. كانت ليلى تعرف مدى لطف أمين مع الجميع، وكانت تبكي من أجل مصيره. قالت له: "أعلم أن غدًا هو يوم صعب، لكن يجب أن تعلم أن هناك من يقدرك هنا. سأصلي من أجلك". شكرها أمين وشعر بالامتنان، ولكنه ظل يشعر بالخوف مما سيحدث في الغد.مع شروق الشمس، اجتمع سكان المملكة في الساحة الكبيرة لمشاهدة مصير الخادم المسكين. وقف الأسد على شرفته العالية، ينتظر اللحظة التي سيشاهد فيها أمين يواجه الأسد الجائع. تم إحضار أمين إلى الساحة، وكانت نظرات الرعب في عينيه واضحة، لكنه ظل هادئًا متذكرًا لطفه مع الجميع.عندما فتح الجنود باب القفص وأطلقوا الأسد الجائع في الساحة، حدث ما لم يتوقعه أحد. ركض الأسد الجائع نحو أمين بسرعة، لكن بدلاً من أن يهجم عليه، وقف الأسد وبدأ يلعق يده بلطف. كانت المفاجأة كبيرة للجميع. حتى الملك نفسه وقف مذهولًا غير قادر على تفسير ما يحدث.اتضح أن هذا الأسد لم يكن غريبًا عن أمين. كان نفس الأسد الذي أنقذه أمين قبل أشهر، عندما كان الأسد مصابًا بجروح خطيرة في إحدى الغابات المجاورة للقصر. في ذلك الوقت، لم يكن أحد يعلم بما فعله أمين، لأنه لم يبحث عن الاعتراف. كان قد وجد الأسد وهو جريح، واعتنى به حتى شُفي تمامًا، ثم أطلقه إلى البرية دون أن يخبر أحدًا. والآن، في لحظة الحاجة، رد الأسد الجميل.أمام هذا المشهد المذهل، لم يكن للأسد الملك أي خيار سوى أن يخفف حكمه. وقف وقال بصوت هادئ: "اليوم، تعلمت درسًا لم أتعلمه في كل حياتي. اللطف لا يُنسى، والجميل يُرد، حتى من أشرس المخلوقات. يا أمين، أنت حر الآن، ولست مجرد خادم بل رجل عظيم".انحنى الجميع احترامًا لأمين